بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة للإخوة والأخوات مشرفين وأعضاء
البارحة، شاءت الظروف أن استضفت زميلا في العمل لنفطر معا، وفي انتظار أن يقترب
وقت صلاة المغرب، طلب مني الضيف الوقوف على احدى القنوات المحلية لمتابعة
سلسلة فكاهية! وطبعا طلبات الضيف أوامر خصوصا أني أحسست أنه ضجر
من كثرة ما طفت به على القنوات الإخبارية العالمية..وما تحمله من أخبار..!
المضحك في الأمر هو أن ضيفي العزيز بمجرد بداية السلسلة انطلق في الضحك
رغم أن لا شيء يضحك! مواقف ثقيلة على القلب وسيناريو تافه وممثلين بدون تعليق!
وحتى فكرة السلسلة ومحورها لا علاقة له بالضحك ولا بشهر رمضان!
والله أعلم ما الغاية من ورائها، خصوصا أن السلسلة مفرنسة في أغلب حوارها!
والقالب الذي تقدم فيه يصور الإستعمار الحقيقي حتى لذوقنا وأفكارنا!
فهل مسؤولو هذه القنوات ومنتجو هذه السلسلات يبحثون عن ما يضحكنا أم
هم يضحكون علينا؟! فثمن هذه التفاهات نحن من يؤديه في فاتورة الكهرباء!
سؤال طرحته على ضيفي طمعا في نقاش ظريف! إلا أنه تراجع وعبس وجهه
وطلب تغيير القناة إن شئت، وكأني طرحت السؤال على منتج تلك السلسلة!
أثار هذا الموقف فضولي وتركت القناة نفسها وقت الفطور وبعده.. فلاحظت
أن كل ما قدمته في هذه الفترة فكاهي الصبغة، من كاميرا خفية تستخف بسداجة
بعض الشباب! وسلسلة فكاهية لفكاهي درس ضحكه بأمريكا! وسلسلة أخرى
لا أعرف أي لون تحمل سوى أنها تصور أفكار حداثية () يجد البعض شهر رمضان
فرصة لفرضها ونحثها في عقول المشاهد!
في نهاية الموقف ارتحت لآذان العشاء، وغادرت مع الضيف للصلاة وبعدها السلام!
* * * *
لكل ذوقه وأفكاره وما يضحكه، لكن أسئلة كثيرة تحيرني!
لماذا نبحث عن الضحك الثقيل في شهر البكاء وطلب المغفرة؟!
لماذا كل رمضان السكوت على تبذير المال العام في سلسلات رخيصة تافهة؟!
الواقع محزن فهل الضحك بأي ثمن هو الحل؟!
ما موقعك وموقفك أنتْ، وما ردة فعلك كمشاهد؟
وأخيرا ما مفهوم الضحك بالنسبة لك حتى يفهم الفاهم () لما ومتى نضحك؟
وطبعا مساحة حرة لقلمك..